هولاكو بقدومه إلى بغداد، وأخذها، فكتب إليه هولاكو يقول: إن عساكر بغداد كثيرة فإن كنت صادقاً فيما قلته وداخلاً تحت طاعتنا ففرق عساكر بغداد، فإذا فعلت ذلك حضرنا، فلما وقف العلقمي على كتاب هولاكو دخل إلى الخليفة هذا وقال له إن جندك كثيرون وعليك كلف كثيرة والعدو قد رجع إلى بلاده، وعندي من الرأي أن تعطي دستوراً لخمسة عشر ألف فارس من عسكرك وتوفر معلومهم، فأجابه المستعصم إلى ذلك، وعرض العسكر ونقى منهم خمسة عشر ألفاً، نقاوة العسكر، ومنعهم من الإقامة ببغداد وأعمالها فتفرقوا في البلاد، ثم عمل بعد أشهر مثل ما عمل وأعطى دستوراً لعشرين ألف فارس، ثم بعث إلى هولاكو يعلمه يما فعل، فعند ذلك تحقق هولاكو صدق مقالته وقصد بغداد، حتى قدمها في نحو مائتي ألف فارس، وطلب الخليفة المستعصم بالله هذا، فطلع الخليفة إليه ومعه القضاة والمدرسون والأعيان في نحو سبعمائة نفس، فلما وصلوا إلى الحربية جاء أمر هولاكو بحضور الخليفة وحده ومعه سبعة عشر نفساً، فساقوا مع الخليفة، وأنزلوا من بقي عن خيولهم، وضربوا رقابهم، ووقع السيف في بغداد، وصار القتل فيها أربعين يوماً، وأنزلوا الخليفة في خيمة وحده، والسبعة عشر في خيمة أخرى، ثم إن هولاكو أحضر الخليفة المستعصم المذكور وولده ووضعهما في عدلين، وأمر التتار برفسهما حتى ماتا وعفى أثرهما،