للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان قد حظي عند الملك الظاهر برقوق وتمكن عنده.

حدثني الشيخ تقي الدين المقريزي قال: حدثني شمس الدين محمد بن عبد الله العمري - موقع الدست - قال: كنت في خدمة القاضي جمال الدين محمود العجمي قاضي قضاة الحنفية وناظر الجيش فركب يوماً وأنا معه إلى دار الشريف عبد الرحمن هذا، فتلقاه الشريف وأدخله إلى داره، واستعظم مجيئه إلى عنده، فبالغ محمود في التأدب معه، وقال له: يا سيد أنا استغفر الله مما وقع مني، فقال الشريف: وما الخبر يا سيدي؟ قال: لما دخلت البارحة إلى السلطان وجئت أنت وجلست فوقي أنفقت من هذا في سري، وقلت: كيف يجلس هذا فوقي ومحلي من الدولة ما يعرف؟ وشق على ذلك وقمت، ولم يشعر أحد من خلق الله بشيء من ذلك، بل كان مما حدثت به نفسي، فلما نمت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، وهو يقول لي: يا محمود تستقل ابني أن تجلس تحته، فاستغفرتن مما وقع مني، وقد جيئنك تائباً، وأسألك الدعاء، فبكى الجميع، وكانت ساعة عظيمة، انتهى.

قلت: وكانت وفاة الشريف عبد الرحمن هذا في ثامن شوال سنة أربع وتسعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>