ابن قاضي القضاة شمس الدين، وأخو شيخ الإسلام قاضي القضاة سعد الدين الديري العبسي المقدسي الحنفي ناظر الحرمين: المقدس والخليل عليه السلام.
مولده بالقدس في شعبان سنة سبع عشرة وثمانمائة، هذا أملى علي من لفظه، ونشأ بالقدس، ثم تحول إلى القاهرة صغيراً مع والده لما ولي القضاء بعد موت قاضي القضاة ناصر الدين محمد بن العديم في سنة تسع عشرة وثمانمائة وحفظ القرآن العزيز وبعض مختصرات في مذهبه، وتفقه بأخيه سعد الدين المذكور، وغلب عليه الأدب، وقال الشعر الجيد، وولي نظر الحرمين بعد وفاة خليل السخاوي، واستمر إلى أن عزل بواقعة حصلت بينه وبين تمراز من بكتمر المؤيد المصارع نائب القدس في سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، وامتحن وأهين بواسطة أبي الخير النحاس، ثم أيعد بعد مدة إلى نظر الحرمين بعد أحمد بن محاسن أحد أعوان أبي الخير النحاس في سنة أربع وخمسين بعد القبض على أبي الخير النحاس ونفيه إلى طرسوس، وتوجه إلى القدس وباشر النظر، وابتهج الناس به لولا ما فيه من طيش وخفة.