ولد في حدود التسعين وخمسمائة، وتفقه في صغره على عمه الخطيب فخر الدين، ورحل إلى بغداد وهو ابن بضع عشرة سنة في صحابة ابن عمه وسمع بها وبحران، وروى عنه الدمياطي وشهاب الدين بن عبد الحليم وجماعة، وكان إماماً حجة، بارعاً في الفقه والحديث، وله يد طولى في التفسير، ويد طولى ومعفرة تامة بالأصول واطلاع على مذاهب الناس، وله ذكاء مفرط، ولم يكن في زمانه مثله، وله مصنفات نافعة كالأحكام وشرح الهداية، وبيض منه ربعه الأول، وصنف أرجوزة في القراءات، وكتاباً في أصول الفقه.
قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي: وحدثني الشيخ تقي الدين بن تيمية قال: كان الشيخ جمال الدين بن مالك يقول: أُلين للشيخ مجد الدين الفقه كما أُلين لداود الحديد، وشيخه في الفرائض والعربية أبو البقاء، وشيخه في القراءات عبد الواحد، وشيخه في الفقه أبو بكر بن غنيمة صاحب ابن المنى، وحكى البرهان الراعي أنه اجتمع به فأورد نكته عليه، فقال مجد الدين: الجواب عنها من مائة وجه، الأول كذا، والثاني كذا، وسردها إلى آخرها، ثم قال للبرهان: قد رضينا منك بالإعادة، فخضع له البرهان وانبهر، انتهى.