مراراً، وزرته بالقاهرة، وكان كثير الأسفار في قرى مصر، يفيد الناس وينفعهم، وله نظم كثير في عدة فنون، ومشاركة في علوم شتى، أنشدنا له بعض الفقراء، قال أنشدنا الشيخ عز الدين عبد العزيز لنفسه:
وعن صحبة الإخوان والكيمياء خذ ... يميناً فما من كيمياء ولا خل
لقد درت أطراف البلاد بأسرها ... وعانيت من شغل وعانيت من شكل
فلم أر أحلى من تفرد ساعة ... مع الله خالي البال والسر والشغل
؟ أناجيه في سري وأتلو كتابه فأشهد ما يسلي عن المال والأهل ثم قال: وأخبرني شهاب الدين أحمد بن منصور المعروف بابن الجباس وكان من تلامذته، قال: أخبرني الشيخ عز الدين رحمه الله قال: رأيت في النوم من يسألني: ما المحبة؟ فأجبته: المحبة بيان لها منها وشغل لها عنها، فلما استيقظت نظمت هذا المعنى في أربعة أبيات:
تحدث بأسرار المحبة أوصفها ... فآثارها فيها بيان لها عنها
شواهدها تبدو وإن كان سرها ... خفياً فقد بانت وإن لم تبينها
لقد جليت حتى طمعنا بنيلها ... وجلت فلا تدري العقول لها كنها
؟ لنا من سناها حيرة وهداية ... وذلك وإذلال وشغل بها عنها