آخور، وبيبرس ويشبك بن ازدمر، وسودون المارديني، وقاتلوه ساعة ثم انهزموا، وملك الملك الناصر قلعة الجبل، وأحضر القضاة والخليفة، وخلع الملك المنصور عبد العزيز، وعاد الملك الناصر فرج إلى ملكه، ولما عاد الناصر إلى السلطنة أخذ يسكن روع الملك المنصور، وأحسن إليه، ورسم له أن يسكن بقلعة الجبل على ما كان عليه أولاً، وأجري عليه رواتبه على العادة وزيادة.
واستمر المنصور عبد العزيز على ذلك إلى يوم الجمعة حادي عشرين صفر من سنة تسع وثمانمائة حمل إلى الإسكندرية هو وأخوه الأصغر إبراهيم ابن برقوق، وتوجه معهما الأمير قطلوبغا الكركي، أحد مقدمي الألوف، والأمير إينال حطب، أحد مقدمي الألوف أيضاً، ورسم لهما الملك الناصر بالإقامة بالإسكندرية حتى يرد عليهم المرسوم الشريف بطلبهم إلى القاهرة، فتوجهوا الجميع إلى الإسكندرية أقاموا بها، ورتب للمنصور وأخيه إبراهيم في كل يوم خمسة آلاف درهم برسم النفقة، ولكل من الأميرين ألف درهم في كل يوم، فلم تطل مدة الملك المنصور بالإسكندرية ومات بها في ليلة الاثنين سابع شهر ربيع الآخر من سنة تسع وثمانمائة، ثم مات عقب موته أخوه إبراهيم من ليلته، ودفنا من الغد بالإسكندرية، ولهج الناس بأنهما ماتا مسمومين.
قلت: ومما يؤيد ذلك موت قطلوبغا الكركي أيضاً بعد قدومه من الإسكندرية بمدة يسيرة، فإنه قدم إلى القاهرة مريضاً وتعلل إلى أن مات. انتهى.
ثم نقلا من الإسكندرية على ظهر النيل إلى القاهرة ودفنا بتربة أبيهما الملك الظاهر برقوق بالصحراء في ثمن عشرين الشهر، بعد أن صلى عليهما تحت القلعة،