ودخل إلى القاهرة وكتب عنه بها أبو محمد الحلبي، أبو الفتح بن سيد الناس، وأبو العباس أحمد بن يعقوب بن الصابوني، وأقام بها أكثر من سنة، وحضر بين يدي السلطان وقدم له تقدمة فأجازه وأضعف له الإحسان وخلع عليه وأكرمه، فمدحه بقصيدة جلية، ورحل إلى بغداد، وكتب عنه بها ابن المطري، ودخل حلب ودمشق وجال البلاد، وتوجه إلى ماردين ومدح سلطانها. وتقدم في علم الأدب والشعر، وله النظم الرائق الفائق في النهاية، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة، وهي المعروفة بالبديعية وهي ميمية، وله ديوان شعر كبير، وطارح أهل زمانه في الشعر وطارحوه وثنوا على فضيلته في ذلك، وكان شيعياً، وقد أنفق غالب مدائحه في ملوك ماردين بني أرتق، وكان يتردد إلى حماة ويمتدح ملكها المؤيد والأفضل ولده، وكانا يعظمانه، وهو من الشجعان الأبطال قتل خاله، وكان فيه آثار الجراحة، وأنشدني إجازة لنفسه يفتخر.
وقال أبو محمد الحسن بن حبيب:؛ شاعر المشرق، ورحلة المشيم والمعرق، تقدم على كثير من الأول، وبين تقصير أرباب السبع الطول، وبرع في فنون الأدب، وجمع أشتات أقوال العرب، وسار في الأقطار ذكره، واشتهر في الأمصار نظمه ونثره، وكان حسن الأخلاق، مديد الأوراق، جميل المحاضرة بديع المحاورة، ذا نسب ورئاسة، وكسب وحماسة وفضائل عديدة. ومصنفات