نيابة الشام حصل بينهما وحشة، فإن الأمير أقوش كان من أهل السنة وابن وداعة المذكور عنده تشيع، فكان الأمير أقوش في كل وقت يسمعه من الكلام ما يؤلمه، فكتب عز الدين المذكور إلى الملك الظاهر يذكر أن الأموال تنكر ويساق إلى الباقي، وتحتاج الشام إلى مشد تركي شديد البأس والمهابة، وتكون الولايات والعزل راجعة إليه، وكان قصده بذلك رفع يد الأمير أقوش عن ذلك، وتوهم أن المشد الذي يتولى يكون بحكمه، وكان في الشد حسام الدين المسعودي، وهو شيخ عاقل، فرتب الملك الظاهر في الشد الأمير علاء الدين كشتغدي الشقيري، فلم يلبث أن وقع بين عز الدين وبين كشتغدي المذكور أيضاً وصار كشتغدي يهينه بأنواع الهوان، فيشكو ما يلقي إلى الأمير أقوش، فيقول له أنت طلبت مشداً تركياً، ثم إن كشتغدي الشقيري كتب في حق عز الدين إلى الملك الظاهر وأوغر صدره عليه، فورد عليه الجواب بمصادرته، فأخذ خطه بجملة عظيمة يقصر عنها ماله، وأفض به الحال إلى أن ضربه وعصره وعلقه، وجرى عليه من المكاره مالاً يوصف وباع موجوده وأماكن كان وقفها، ثم طلب إلى الديار المصرية فتوجه إليها، وحدثته نفسه بالعود إلى رتبته فأدركته منيته بالديار المصرية، ولم يخلف ولداً، ولا رزقه الله عمرة، وله وقف على وجوه البر، وبنى