مولده بالقاهرة في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة تخميناً، ونشأ بها تحت كنف والده، وحفظ القرآن العزيز، وصلى بالناس في سنة أربع وعشرين، وحفظ عدة مختصرات، وتفقه على الشيخ شرف الدين السبكي، وقرأ المعقول على شيخنا العلامة تقي الدين الشمني، وعلى الشيخ شمس الدين الورمي، وكتب الخط المنسوب، وشارك في الفقه والعربية، وتدرب بوالده وغيره، وكتب في التوقيع بديوان الإنشاء بالديار المصرية، وخدم عند الأمير تمراز القرمشي رأس نوبة النواب، ثم ولي كتابة سر حلب بعد عزل والده في أواخر الدولة الأشرفية برسباي، فباشر كتابة سر حلب على أحسن وجه، وحظي عند نائبها الأمير تغري برمش بن أحمد، واستمر إلى أن توفي الملك الأشرف وخرج تغري برمش المذكور عن طاعة الملك الظاهر جقمق فعرف المذكور كيف سار في تلك الأيام المفتنة حتى طلب إلى الديار المصرية وعزل عن كتابة سر حلب، وعاد إلى توقيع الدست بالقاهرة، واستمر على ذلك إلى أن توفي والده القاضي شرف الدين الأشقر في شهر رمضان سنة أربع وأربعين وثمانمائة وأخلع عليه واستقر عوضه في نيابة كتابة السر بالديار المصرية.