الحنفي، المصري المولد والدار والوفاة، كاتب السر الشريف بالديار المصرية.
كان فقيهاً، عالماً فاضلاً، وله مشاركة في عدة علوم، ودربة ومعرفة بفنون شتى، وكان رئيساً نبيلاً، ولاه الملك الظاهر برقوق كتابة السر بالديار المصرية في تاسع شوال سنة أربع وثمانين وسبعمائة، بعد عزل القاضي بدر الدين محمد بن فضل الله، فباشر الوظيفة بحرمة وافرة، وحسنت سيرته، وعظم وضخم، فعاجلته الممنية، ومات بالقاهرة فييوم السبت ثاني ذي الحجة في سنة ست وثمانين وسبعمائة، وأعيد القاضي بدر الدين بن فضل الله إلى كتابة السر بعد موته، ومات عن سبع وثلاثين سنة في عنفوان شبيبته، وهو سبط قاضي القضاة جمال الدين بن التركماني الحنفي.
قال قاضي القضاة بدر الدين محمود العينين رحمه الله: وكان ذا فضيلة وعرفان، وحسن سياسة وإحسان، ورياضة وأخلاق، وجميل إرفاق، وحذق في أمور الدنيا وأحوالها، وصدق في أعمال الآخرة وأقوالها، وكانت له مشاركة في كل منظوم ومنثور، انتهى كلام العيني باختصار.
وأثنى عليه غير واحد ممن رآه وصبحه، وكان مليح الشكل، بهي الهيئة، متجملاً رئيساً، رحمه الله تعالى.