وهو والد قاضي القضاة صدر الدين عمر قاضي الديار المصرية، ووالد قاضي القضاة تقي الدين عبد الرحمن الذي وزر أيضاً، ووالد القاضي العلامة علاء الدين أحمد الذي دخل اليمن والشام.
ولما زاد قاضي القضاة تاج الدين هذا في التثبت في الأحكام شكا الأمير أيدغدي العزيز إلى الملك الظاهر منه، ورفع قصة من بيت الملك الناصر يوسف أنهم ابتاعوا دار القاضي برهان الدين السنجاري في حياته وبعد وفاته ادعى الورثة وقفيتها، وجرى بسبب ذلك أمور، فقال الأمير جمال الدين أيدغدي المذكور: نترك نحن مذهب الشافعي لك ونولي في مذهب من يحكم بين الناس، فأمر الملك الظاهر بتولية القضاة الأربع، ولم يكن قبل ذلك إلا قاض واحد من مذهب واحد.
وكان في ابتداء الإسلام الحكم بالديار المصرية لجماعة من الصحابة والتابعين إلى أن ظهر مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه فصار حكم الديار المصرية بل وسائر الأقطار للقضاة الحنفية شرقاً وغرباً إلى أن ملك الفاطميون الديار المصرية وأبطلوا سائر المذاهب وأظهروا التشيع، وولوا من اختاروه من الشيعة، واستمر ذلك سنين إلى أن زالت دولتهم وملك الديار المصرية بنو أيوب، وكانوا أكراداً شافعية فأقاموا من مذهبهم قاضياً، وكانت القاهرة