قال الأسنوي في طبقات الشافعية له: كان إماماً، عالماً بالفقه والأصول، توفي بالقاهرة بالمدرسة المنصورية ليلة السبت السابع والعشرين من المحرم سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، ودفن بمقابر الصوفية، رحمه الله تعالى.
وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي: كان ينوب للقاضي الشافعي والحنفي، ويحكم لكل منهما بمذهبه، وعنده دين، وبيده سبحة كلما خلا من الكلام سبح بها، كان تلا بالسبع على شمس الدين الخابوري، والبدر التاذفي، وابن بهرام، والكمال الغرناطي، وتفقه بقاضي حلب شمس الدين بن بهرام، وقاضي حماة شرف الدين بن البارزي، وأخذ عن ابن ملي علم الكلام، وتصدر وأقرأ، وتخرج لبه القراء والفقهاء، واشتهر اسمه، وكان عاقلاً ذكياً، قرأت عليه وانتفعت به، وصنف وشرح الشامل الصغير، وشرح التعجيز، ومختصر ابن الحاجب، والبديع لابن الساعاتي، وله نظم في الفرائض وشرحه في مجلد، ومصنف في المناسك، وفي اللغة، وشرح الحاوي في الفقه فيما أظن، تلا عله بالسبع محتسب حلب نجم الدين ابن السفاح الحلبي، والشيخ علي السرميني، وجمال الدين يوسف بن الحسن التركماني، وأحمد بن يعقوب ولم يكمل، وتولى قضاء القضاة الشافعية بحلب سنة ست وثلاثين وسبعمائة، ثم طلبه السلطان وطلب ولده، فروعهما الحضور قدامه لكلام أغلظه لهما، فنزلا مرعوبين ومرضا بالبيمارستان المنصوري بالقاهرة، ومات ولده قبله، وتوفي هو بعده بيوم أو يومين، وكانت مدة مرضهما دون الجمعة، وذلك في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.