عليه، ورأيته يستحضر كثيراً من الفقه خصوصا من كلام المتأخرين في ذلك، ولم أر في القاهرة في ذلك الوقت - وهو في سنة ثمان أو تسع وثمانمائة - من يستحضر الفقه كاستحضاره، وهو فقير جدا، ووظائفه قليلة، ثم قال: ولقد رأيته يجاري شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني حتى يحرد منه، ويلج هو فلا يرجع، ولا يزال الصواب يظهر معه في النقل، انتهى كلام ابن خطيب الناصرية.
قلت: ودام بعد ذلك دهرا إلى أن بني الأمير فخر الدين عبد الغني بن أبي الفرج الاستادار مدرسته التي بين الصوريين من القاهرة، وأعطى مشيخة المدرسة المذكورة للشيخ شمس الدين محمد البرماوي، فباشرها مدة إلى أن تحول إلى دمشق صحبة قاضي القضاة نجم الدين عمر بن حجي في سنة ثلاث وعشرين