سهم في خاصرته، فلم يكترث لذلك، وأتم صلاته، ولما خرج من صلاته أخذ قوسه، وكان يجيد الرمي إلى الغاية، ورمى عليهم، فتكاثروا عليه بالرمي إلى أن أصابه سهم آخر وآخر، فقتل، ثم أدركه بعض عسكره وحملوه، وعادوا به إلى بلده الحصن. وقد مات من يومه، ودفن بالحصن من الغد، وذلك في شوال سنة ست وثلاثين وثمانمائة.
وتسلطن من بعده أكبر أولاده الملك الكامل خليل، وهو إلى يومنا هذا سلطان حصن كيفا.
ولما بلغ الملك الأشرف برسباي موته، وما وقع له، وهو على حصار مدينة آمد، عظم عليه ذلك إلى الغاية، ووجد عليه وجداً كثيراً.
وقتل الملك الأشرف أحمد هذا وهو في أوائل الكهولة.
حدثني جماعة من أصحابه أنه كان معتدل القامة، أسود اللحية، أخضر اللون، ظريفاً، رشيقاً يجيد اللعب بالكرة إلى الغاية، كثير الصيد والتنزه، على أنه كان شجاعاً مقداماً كريماُ، وله نظم رائق على ما قيل. رحمه الله تعالى.