الناس مدة، ثم التمس الملك الظاهر من القضاة من يوليه قضاء طرابلس، فعين النحريري هذا، فولي وتوجه إليها، وأقام بها إلى أن تغلب منطاش على الأمراء بقلعة الجبل، وخرج إلى محاربة الظاهر برقوق، وكان من هزيمته إلى دمشق ما كان.
فأقام بدمشق، وأحضره النحريريه هذا من طرابلس لقيامه لنصره برقوق وضربه بالقارع وسجنه، فلم يزل في سجن دمشق حتى فر منطاش من دمشق وخرج من كان في السجن، فحضر النحريري إلى القاهرة، وقد ظهرت نعمة الله عليه، وآل أمره إلى أن ولي القضاء بالقاهرة بعد موت شمس الدين الركراكي في سنة أربع وتسعين وسبعمائة، فباشر القضاء أسوأ مباشرة إلى أن صرف قبل أن يكمل السنة.
وتوفى يوم الخميس ثاني عشر شهر رجب سنة ثلاث وثمانمائة، وكانت سيرته أقبح من رأيت.