وكتب بخطه عدة مجلدات وأتقن وضع الأرباع، وكان فيها ظريف الوضع والدهان، وقرأ الحساب، ورسائل الإسطرلاب، وكان ذهنه في الرياضي جيدا، قابلا، طويل الروح على الإدمان فيه، وعرف الفرائض، وأتقن الشروط، وكان مقبولا بالشام ومصر، يجلس مع العدول.
ثم قال: ولما توفي كتب إلى بدر الدين حسن بن علي الغزي قصيدة يعزيني فيه، وذكرها، وهي طويلة، ثم قال ورثيته أنا بقصيدة، وذكرها، أولها:
إذا لم يذب إنسانُ عيني وأجفاني ... عليك فما أقسى فؤادي وأجفاني
وهي طويلة، ثم رثاه أيضا بعدة مقاطع منها:
سأشرح قصتي للناس حتى ... يؤدبني السؤال إلى خبير
أيمضى الجور حتى في المنايا ... بتقديم الصغير على الكبير؟
قلت: وكانت وفاته في رابع جمادى الآخرة سنة أثنين وأربعين وسبعمائة، ودفن بقابر الصوفية ليلة الجمعة، رحمه الله تعالى.