ولد في أوائل شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة بمكة. وأجاز له جماعة من أهل مكة وغيرها، وسمع الكثير، وقرأ، واشتغل وبرع في الفقه وغيره، وأفتى ودرس، وناب في الحكم عن أبيه القاضي أبي الفضل، وفي الخطابة أيضاً بمكة، في سنة ثلاث وسبعين، ثم ولي قضاء المدينة النبوية وخطابتها وإمامتها عَلَى قاعدة من تقدمه في سنة خمس وسبعين وسبعمائة بعد البدر بن الخشاب، واستمر عَلَى ذَلِكَ حَتَّى صرف عنه في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، ثم ولي قضاء مكة وخطابتها بعد عزل القاضي شهاب الدين بن ظهيره، وجاءه الخبر بولايته وهو بالمدينة، فتوجه إلى مكة ودخلها في أول العشر الأخير من شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، واستمر عَلَى ذَلِكَ إلى أن مات في ليلة الأربعاء تاسع عشر شهر رجب سنة تسع وتسعين وسبعمائة " بمكة، ودفن بالمعلاه عند أبيه، وكثر الأسف عليه لكثرة محاسنه "، رحمه الله تعالى.