مولده فيما بين القاهرة ومصر في شهر ربيع الأول سنة أربع وخمسين وسبعمائة، وهو أحد من قام عَلَى الملك الظاهر برقوق، وكان أبوه من العدول، ونشأ أحمد بالقاهرة، وصحب سعيد السحولي فأماله إلى مذهب الظاهر عَلَى طريقة ابن حزم وغيره " من المبتدعة " وبرع في ذَلِكَ، وناظر عَلَى من جادله عَلَى ما يعتقده، ثم رحل وطاف البلاد البعيدة ودعا الناس إلى العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فاستجاب له بشر كثير من خراسان إلى الشام، وآخر الأمر قبض عليه بحمص وعلى جماعة من أصحابه، وحملوا الجميع في القيود إلى الديار المصرية، فأوقفه الملك الظاهر برقوق بين يديه ووبخه عَلَى فعلته، وضرب أصحابه بالمقارع، ثم حبسه مدة طويلة إلى أن أطلقه في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وطال خموله، إلى أن توفي يوم الخميس السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانمائة.
وأطنب الشيخ تقي الدين المقريزي في الثناء عليه وأمعن وزاد، لكونه كان ظاهرياً، مع أنه استرسل في ترجمته " إلى " أن ذكر أشياء يعرف منها أنه كان مخمولاً فقيراً عادماً للقوت.