للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفرج عن أبي العباس وعن أخيه زكريا وأقدمهما عليه بفاس، فبادرا إلى طلب الإذن بتوجههما إلى بلادهما، فأذن لهما، فسارا مجدين وسلكا عَلَى البرية، ونكبا عن طريق الجادة خوف الطلب، فبدا لأبي سالم في عودهما، وبعث في طلبهما ففاتاه، وقدما قسنطينة وعليها يومئذ أخوهما الأمير أبو زيد عبد الرحمن فملكها منه أبو العباس، واختفى أبو زيد يوماً وليلة، ثم ظهر ليلاً وطرق أبا العباس وقبض عليه، وسيره وأولاده عَلَى الجب، ثم رفعه من ساعته، وعرفه قدرته عليه، ثم سلمه البلد وخرج عنها سحر ليلته إلى تونس، فملك أبو العباس قسنطينة في سنة اثنتين وستين، وأضاف أليها بعد ذَلِكَ بجاية، ثم قتل ابن عمه أبا عبد الله محمد بن أبي زكريا يحيى بن أبي بكر، وتنكر عَلَى عمه السلطان أبي إسحاق إبراهيم بن أبي بكر وخرج عليه، وجمع لحربه، وسار إلى تونس فلم يظفر بطائل، وعاد إلى قسنطينة حَتَّى مات عمه، وقام من بعده ابنه السلطان أبو البقاء خالد بن أبي إسحاق إبراهيم بن أبي بكر، فحشد أبو العباس لمحاربته، ونزل عَلَى تونس في يوم الجمعة سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة، وحصرها، فمال إِلَيْهِ العامة وأمكنوه من المدينة حَتَّى دخلها من يومه، فنهبتها

<<  <  ج: ص:  >  >>