بالغلف القلف، وخرج متوجهاً إلى اليمن، وكتب لصاحبها ثم خرج منها هارباً.
وشهاب الدين رحمه الله إنما أخذ هذا من قول الشاعر:
تجنبت الأباعد والأداني ... لكثرة ما يعاودني أذاهم
إذا خشن المقر لدى أناس ... فقد حسن المفر إلى سواهم
وكان خشن الملبس، شظف العيش، مطرح الكلفة يلبس البابوج الذي تلبسه الصوفية، ويلف الطول المقفص الإسكندراني، والقماش القصير، وكان حلو المعاشرة، ألف به القاضي فخر الدين ناظر الجيش واستكتبه في باب السلطان، ولما توفي فخر الدين رجع إلى الشام كاتب إنشاء، واختلط قبل موته بسنتين.
وكان مولده قبل مولد أخيه علاي الدين بشهور سنة إحدى وخمسين وستمائة تقريباً بمكة، ووفاته بعد أخيه بشهور سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، وكان يقول: دائماً زاحمني أخي علي في كل شيء حَتَّى في لبن أمي.