محمد بن البازري فِي شهر رجب سنة خمس وثلاثين وثمانمائة فعاد إِلَى القاهرة عَلَى وظائفه من مشيخة سعيد السعداء وغيرها، ودام عَلَى ذَلِكَ إِلَى أن طلب وخلع عَلَيْهِ باستقراره فِي مشيخة الصلاحية بالقدس الشريف، فتوجه إِلَى القدس ودام بِهِ إِلَى أن توفي ليلة السبت سادس عشر شهر ربيع الآخر سنة أربعين وثمانمائة.
وَكَانَ شيخاً نيراً فاضلاً، بارعاً متجملاً، وقوراً، ذا شيبة نيرة، ولسان فصيح، طلق العبارة، معدوداً من أعيان الفقهاء الشافعية، والمحمرة نسبة إِلَى التحمير من الحمرة.
قال المقريزي: وَكَانَ أبوه وعمه من سماسرة الغلال بساحل بولاق، وولد هو بالمقس خارج القاهرة فِي التاريخ المذكور، وقرأ القرآن الكريم فِي صغره، وعدة كتب مَا بَيْنَ فقه وأصول، وعربية ومعاني، وبيان وحديث، واشتغل عَلَى المجد إسماعيل البرماوي مدة ثُمَّ لازم دروس شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني، والحافظ زين الدين العراقي، وسمع الحديث، وتخرج بهم فِي الفقه والعربية، وشارك فِي غيرها، وتكسب بالجلوس فِي حانوت الشهود سنين، ثُمَّ صحب الأكابر وناب عني فِي الحسبة، فحكم عَلَى بابي أياماً، انتهى كلام المقريزي باختصار.