عليه خارج باب النصر، وكان الذي صلى عليه سودون الشيخوني النائب، وحضر جنازته جميع الأكابر من الأمراء والعلماء والقضاة، ودفن بتربة السلطان عند تربة يونس الدوادار عَلَى طريق قبة النصر.
وسمعت عليه أكثر الهداية، وبعض الكشاف من أوائله، وشرح التنقيح للشيخ سعد الدين التفتاز إلى باب المقياس، وشرحه عَلَى التلخيص، وكنت في صحبته يوم تولى المدرسة إلى أن توفي، ليلاً ونهاراً، فلم أر منه شيئاً يخالف الكتاب والسنة أو العادة الحسنة، ولا سمعته قط تلفظ بكلام قبيح أو كلام فاحش، ولا اغتاب أحداً قط، ولا عبس في وجه أحد قط، ولا طلب من أحد شيئاً حتى السلطان، وكان دائماً يبكي ويتأسف عَلَى تناوله من الأوقاف ومن أموال الدولة، وكان يحلف ويقول بأنه ما خرج إلى هذه الديار إِلاَّ لأن يجاور في القدس أو في المدينة النبوية فينقطع إلى الله تعالى ويشغل بعبادته، ولكن المقدور أظهر خلاف ما أضمر.