وأربعمائة قنطار ماء ورد، قيمة ذلك كله خمسمائة ألف دينار، انتهى كلام المقريزي رحمه الله.
قال قاضي القضاة بدر الدين محمود العيني بمعنى قول المقريزي، إلا أنه زاد: وكان وزيرا ناهضا عارفا مدبرا، لم يأت بعد ابن قروينة مثله بل يفوقه، وأنه قبل أن يتولى الوزارة لم يرض أحد من القبط بالوزارة لعدم كون الحاصل تحت حكم الأمراء، ولما مات ترك هو من الموال شيئا كثيراً، انتهى كلام العيني.
قلت: ومع هذا كان لا يسلم من الملك الظاهر برقوق، بل كان كل قليل يجعل له مندوحة، ويأخذ منه ما شاء الله أن يأخذ من المال، بخلاف زماننا هذا، فإن فيه من المباشرين من هو أكثر مالا من أبن كاتب أرنان، بل ومن أبن قروينة أيضا، وهو يشكو إلى السلطان الفقر مع كثرة عمائره وعظيم بركة الذي لا مزيد عليه، والسلطان يدعو له بالبركة والتوسعة في الرزق، مع علمه بما أعلم، فهذا أعجب وأغرب.
توفى الصاحب شمس الدين المذكور في ليلة الثلاثاء سادس عشر شعبان سنة تسع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة. انتهى.