المؤيد أرسل مرة تجريدة من الأمراء والمماليك السلطانية إلى الصعيد وعليهم الأمير فخر الدين بن أبي الفرج الاستادار، فلما كَانَ فِي بعض الأيام، وجد الملك المؤيد شيخ مقبوض الخاطر مع جلسائه مهموماً، فقيل لَهُ فِي ذَلِكَ، فقال رأيت الليلة فِي منامي أن فخر الدين الاستادار مكشوف الرأس فأهمني ذَلِكَ، فلما سمع جلساء المؤيد منه ذَلِكَ سكت الجميع إِلاَّ صدر الدين هَذَا، فإنه بادر وقال أبشر لَهُ بالنصر يَا مولانا السلطان، فالتفت إليه المؤيد وقال: وكيف ذَلِكَ؟، ومن أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قال من قول الشاعر:
أنا ابن جلا وطلاَّع الثَّنايا ... متى أَصنع العمامة تعرفوني
فكان يا مولانا السلطان عندهم كشف الرأس علامة النصر، وكذا يجري إن شاء الله، " فاستحسن الملك المؤيد منه ذَلِكَ "، ووقع بعد أيام كما قال صدر الدين، وانتصر فخر الدين بن أبي الفرج وعاد منصوراً، وله من هَذَا أشياء.
توفي بالطاعون فِي يوم السبت رابع عشر شهر رجب سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.