من جملة الأمراء، فلما التقى الفريقان خامر أحمد هذا وصار من حزب الناصري ومنطاش إلى أن قدم معهما إلى الديار المصرية واستقر به يلبغا عَلَى حاله أولاً أمير مجلس، ودام ذَلِكَ إلى أن وقع الخلف بين الناصري ومنطاش وتقاتلا، وغلب منطاش وقبض عَلَى يلبغا الناصري وحبسه بثغر الإسكندرية، وقبض عَلَى جماعة من أعيان الأمراء معه، فكان أحمد هذا مع جملة من مسك وحبس، وتقلبت الأيام، وخرج برقوق من محبسه وملك الديار المصرية حسبما سنذكره في غير موضع، أفرج عن الناصري ورفقته وأعاد ابن يلبغا هذا عَلَى مَا كان عليه، ولم يؤاخذه بما فعله إكراماً لسلفه، لأن برقوق كان مملوكاً لوالده يلبغا، واستمر عَلَى ذَلِكَ إلى أن مات الملك الظاهر برقوق سنة إحدى وثمانمائة وتسلطن ولده الملك الناصر فرج.
ثم كانت الوقعة في سنة اثنتين بين الأتابك أيتمش ورفقته من الأمراء الأعيان وبين الأمراء الظاهرية الذين هم بالقلعة، وانكسر أيتمش بمن معه وتوجه إلى الأمير تنم نائب الشام، كان أحمد هذا ممن خرج مع أيتمش إلى البلاد الشامية، فلما تجرد الملك الناصر فرج بمن معه لقتال تنم في السنة المذكورة، والتقى الفريقان بظاهر مدينة غزة وانهزم تنم وأصحابه وقبض عليه الأمير أيتمش وأعوانه الذين خرجوا معه من القاهرة، وكان أحمد هذا في جملة من قبض عليه وحبس بقلعة دمشق، ثم قتل مع من قتل من الأمراء في رابع شعبان سنة اثنتين وثمانمائة.