فكان أرغون شاه هذا من جملة الأمراء الذين ساروا في حزب أيتمش، ثم انكسر أيتمش وتوجه بمن معه من الأمراء المذكورين إلى الأمير تنم نائب الشام، ثم واقعوا الملك الناصر فرج هم والأمير تنم بتل العجول خارج مدينة غزة وانهزما أيضاً ثانياً وقبض عَلَى تنم ثم عَلَى جميع الأمراء الذين خرجوا من مصر والذين جاءوا صحبة الأمير تنم من الشام، وحبسوا بقلعة دمشق، ثم قتلوا الجميع ماعدا والدي والأمير آقبغا الجمالي الأطروش، فكان أرغون شاه هذا ممن ذبحا بقلعة دمشق في شهر شعبان سنة اثنتين وثمانمائة رحمه الله.
وكان أميراً حشماً شجاعاً، مائلاً متعصباً لمن يلوذ به، يحب العلماء، ويعتقد الفقراء، وكان حسن القامة، رقيق البشرة لطيف الذات، أصهب اللحية خفيفها، وكان تركي الجنس، عنده نوع خفة وعجلة في أموره مع خلق حسن وتواضع، ومحبة للطرب، وكان يفهم باللغة العجمية قليلاً، وكان عمره حين قتل نيف عَلَى ثلاثين سنة، وهو جد المقام الناصري محمد، ولد المقام الشريف الملك الظاهر جقمق لأمه.