للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخمسين وسبعمائة، ودام في نيابة دمشق إلى أن خرج الأمير بيبغا أروس وأحمد الساقي نائب حماه وبكلمش نائب طرابلس عَلَى الملك الصالح، فولى أرغون هذا نيابة حلب عوضاً عن بيبغا أروس ثانياً في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، واستمر بها مدة، وعمر البيمارستان الذي داخل باب قنسرين وأحكم بناءه، ووقف عليه عدة أوقاف، وفيه يقول الأديب بدر الدين بن حبيب:

أراد سيف الله أرغون لها ... أسهم عزم للأعادي صائبة

أكرم به على الشام نائباً ... مؤيداً كشاف كل نائبة

وفيه يقول أيضاً لما بنى البيمارستان بحلب:

قولا لأرغون الذي معروفه ... بالعرف قد أحيا النفوس والأرج

أنزلك الرحمن خير منزل ... رحب ورقَّاك إلى أعلا الدرج

بنيت داراً للنجاة والشفا ... ليس بها عَلَى المريض من حرج

ثم عزل عن نيابة حلب في سنة خمس وخمسين وسبعمائة، وتوجه إلى القاهرة فاعتقل بها، وبالإسكندرية مدة، ثم أطلق ورسم بتوجهه إلى القدس بطالا، فأقام بها إلى أن توفي يوم الخميس سادس عشرين ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، ودفن بتربة عمرها هناك، وسنة نحو ثلاثين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>