الزردكاش المتنقل إلى نيابة طرابلس، فدام المذكور في نيابة غزة إلى أن نقله الأتابك ططر مدير مملكة الملك المظفر أحمد بن الملك المؤيد شيخ إلى نيابة طرابلس بعد عزل شاهين الزردكاش، وتولى من بعده غزة، الأمير يونس الركني الخازندار أتابك دمشق ثانياً وذلك في سنة أربع وعشرين وثمانمائة، فأقام أركماس الجلباني في نيابة طرابلس مدة يسيرة، وطلب إلى الأبواب الشريفة بعد موت الظاهر ططر فامتنع وخرج عن الطاعة، وتوجه إلى جهة حلب، فلم ينتج أمره، وأمسك وحبس بقلعة حلب إلى أن أفرج عنه في سنة خمس وعشرين وتوجه إلى الحجاز بطالا، وأقام بالمدينة الشريفة نحو عام، ثم عاد إلى القدس فأقام به نيفاً عَلَى عشر سنين، ثم ولى نظر الحرمين بالقدس والخليل عليه السلام، ثم بعد سنة ست وثلاثين ولى نيابة القدس مضافاً للنظر، وعزل وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمه ألف بدمشق، فباشر إمرته بدمشق أياماً، وخرج إلى بعض النواحي الجارية في إقطاعه فمرض ومات بالرملة فحمل إلى القدس ودفن به وذلك في سنة سبع وثلاثين، أو التي بعدها تخميناً، وثمانمائة، رحمه الله.
وكان من الأوحاش، بخيلاً مسيكاً، شرس الأخلاق، لم يشهر بدين ولا علم عفا الله عنه.