أحد المماليك الناصرية فرج، وتنقلت به الخدم إلى أن صار في الدولة الأشرفية برسباي أمير عشرة ورأس نوبة، ودام عَلَى ذَلِكَ دهراً، وجاور بمكة مقدماً عَلَى المماليك السلطانية سنين، إلى أن أنعم الله عليه الملك الظاهر جقمق في سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة بزيادة عَلَى إقطاعه القديم وجعله في جملة الطبلخاناه.
وأرنبغا المذكور لم يكن من أعيان أهل الدولة، ولا ممن له جاه وحرمة، وإنما هو ممن قد رضى بالناب والنصاب، ولزم الأحباب، في ضيق عيش مع ثروة ومال جم، لا يرتجي لدينا ولا لدين.
وأرنبغا بألف مضمومة وراء مهملة مضمومة أيضاً ونون ساكنة وباء موحدة مضمومة وغين معجمة بعدها ألف.
ثم نقله الملك الأشرف إينال بعد سلطته إلى إمرة مائة وتقدمه ألف عوضاً عن الأمير قاني باي الجاركسي، فمرض من يومه ولزم الفراش حَتَّى توفي ليلة الجمعة تاسع عشر شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثمانمائة، عن نيف وستين سنة، رحمه الله تعالى.