وولده يشبك صحبة نائب دمشق الأمير سودون قرب الملك الظاهر برقوق وجماعة النواب بالبلاد الشامية، والسلطان إذ ذاك مقيم بالقاهرة، ووصل الجميع إلى حلب، وخرج الجميع لقتال تيمور فكان الأمير سودون عَلَى الميمنة والأمير دمرداش المحمدي، نائب حلب، عَلَى الميسرة والأمير شيخ المحمودي نائب طرابلس والأمير دقماق نائب حماه والأمير أزدمر هذا وولده في القلب، فلما التقى الفريقان برز الأمير عز الدين هذا وولده في عدة من الفرسان وابتلوا بلاءً عظيماً، وظهر من أزدمر هذا وولده من الإقدام والفروسية ما تعجب منه كل أحد، وقاتلا قتالاً شديداً حَتَّى قتل أزدمر، وفقد خبره إلى يومنا هذا، وأتخن ولده يشبك جراحات وصار في رأسه فقط زيادة عَلَى ثلاثين ضربة بالسيف سوى ما في بدنه، فسقط بين القتلى فحمل وجيء به إلى بين يدي تيمور فأمر بمداواته حَتَّى عوفي، هذا عَلَى ما قيل، وأما أزدمر وجراحات يشبك فصحيح بلا مدافعة، وقد حكى لي هذه الوقعة غير واحد ممن شاهدها.