وأنزل المجاهد هذا خارج باب القنطرة في دار أنشأها معين الدين، ورتب له الرواتب الجليلة، ثم توجه الملك الظاهر إلى الشام ومعه الخليفة وابنا صاحب الموصل، وهما سيف الدين اسحق صاحب الترجمة، وركن الدين إسماعيل، فلما وصل إلى دمشق جهز الملك الظاهر الخليفة المستنصر بالله أحمد وأولاد صاحب الموصل بعد أن أكرمهم وأنعم عليهم إنعاماً زائداً، وكان الذي صرفه السلطان عَلَى تجهيز الخليفة وأولاد صاحب الموصل ما يزيد عَلَى ألف ألف دينار مصرية، وخرجوا إلى نحو العراق، وكان خروجهم من دمشق في الحادي والعشرين من ذي القعدة فلما وصلوا إلى الرحبة وافوا عليها الأمير يزيد بن علي حديثه من آل فضل، وأخاه الأخرس في أربعمائة فارس من العرب، وفارق الخليفة أولاد صاحب الموصل وودعهم بعد أن أمداه بنحو ستين مملوكاً من مماليك أبيهما، وتوجها إلى بلادهما ووصلا إلى سنجار فأقاموا بها، ومضى بهم الملك الصالح ناصر الدين إلى الموصل وكان قدم إلى لقاء الخليفة وعاد صحبه أولاد صاحب الموصل أخوته، وذلك في أواخر سنة تسع وخمسين وستمائة، ثم حاصر التتار الموصل في غرة سنة ستين، والملك الصالح مقيم بها، فكان من أمره ما سنذكره في ترجمته إن شاء الله تعالى، وبقية إخوته سيف الدين وركن الدين خارج الموصل بسنجار، فلما اتصل بهم قتل الخليفة المستنصر ونزول التتار عَلَى