نغى المؤيَّد ناعيه فوا أسَفَا ... للغْيث كيف غَدَتْ عنَّا غَوادَيه:
واروعتا لصباح من رزيته ... أظن أن صباح الحشر ثانيه
واحسرتاه لنظمي في مدائحه ... كيف استحال لنظمي في مراثيه
أبكيه بالدُّر من دمعي ومن كلمي ... والبحرُ أحسن ما بالدُّر أبكيه
أروي بدمْعي ثرى ملْك له شيم ... قد كان يذكرها الصَّادي فترويه
أزيل ماء جفوني بعده أسفا ... لماءِ وجْهي الذي قد كان يحْميه
جار من الدَّمع لا ينْفَكُّ يُطلقه ... من كان يطلق بالإنعام جاريه
ومهجة كلَّما فاهت بَلْوعتها ... قالت رزيَّة مولاها لها إيه
ليت المؤيد لا زادت عوارفُه ... فزاد قلبي المُعَنَّي من تَلَظَّيه
ليت الأصاغر يفدي الأكبرون بها ... فكانت الشُّهب في الآفاق تَفْديه
والقصيدة تزيد عَلَى خمسين بيتاً.
ومما اختاره الشيخ صلاح الدين منها في تاريخه ما خلال مطلع القصيدة والثاني والثالث قال ومنها:
هل لا بغير عماد البيت حادثة ... ألفت ذُراه وأوهت من مبانيه
هل لأثني الدهر غَرْبا عن محاسنه ... فكان كوكب شرقٍ في لياليه
ومنها:
كان المديح له عرش بدولته ... فأحسن الله للشعر العزا فيه
يا آل أيوب صبرا إنَّ إرثكم ... من اسم أيوب صبر كان ينجيه
هي المنايا عَلَى الأقوام دائرة ... كل سيأتيه منها دور ساقية