وكم صفت لي خطراتي ... وطاوعتني أوقاتي
مضى رسولي إلى معذّبتي ... وعاد في بهجة مجدَّدة
وقال: قالت تعالي في عجل ... لمنزلي قبل أن يجيء رجلي
واصعد وجز من طاقاتي ... ولا تخف من جاراتي
قال الصفدي وهذه الموشحة جيدة في بابها منيعة عَلَى طلابها، وقد عارض بوزنها موشحة لابن سناء الملك، رحمه الله تعالى، أولها:
عسى ويا قلما نفيد عسى ... أرى لنفسي من الهوى نفسا
مذ بان عني من قد كلفت به ... قلبي قد لجّ في تقلّبه
وبي أذى، شوق عاتي ... ومدمعي يومٌ شات
لا أترك اللهو والهوى أبدا ... وإن أطلت الغرام والفندا
أن شئت فاعذل فلست أستمح ... أنا الذي في الغرام أتبع
وتحتذي صباباتي ... وبدعي وعاداتي
بي ملك في الجمال لا بشر ... يُظْلم إن قيل إنّه قمر
يحسن فيه الولوع والوله ... وعزُّ قلبي في أن اذلّ له
خدّي حذا إن يأتي ... ويرتعي حشاشاتي
لست أذم الزمان متدياً ... كم قد قطعت الزمان ملتهياً
وظلت في نعمة وفي نعم ... يلتذ سمعي وناظري وفمي