للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرنلي فخرج إليه المذكور من حلب وسار إلى سنجار فلما بلغ صندغون ذَلِكَ سار بطائفته وأعوانه ممن كان معه عَلَى حصار الموصل. وعدتهم عشرة آلاف فارس، وقصد سنجار وبها الرنلي في نحو تسعمائة فارس وأربعمائة من التركمان ومائة من العرب، فخرج إليهم بعد أن تردد في قتالهم، فكانت الكسرة عليهم، فانهزم جريحاً في رجله، وقتل جماعة ممن كان معه منهم الأمير بهاء الدين يوسف ابن طرنطاي أمير جاندار الظاهري، وغيره من الأمراء، ونجا الأمير أقوش الرنلي في جماعة من الأمراء العزيزية والناصرية ووصل إلى البيرة.

وعاد صندغون إلى الموصل واستمر عَلَى حصارها إلى مستهل شعبان، فطلب صندغون من الملك الصالح ابنه علاء الملك، وأوهمه بأن كتاب هولاكو وصل ومضمونه أن علاء الملك بن الصالح ماله عندنا ذنب وقد وهبناه ذنب أبيه يعني ضعيفاً، فخرج إليهم علاء الملك فبقي عندهم اثني عشر يوماً ووالده يظن أنهم أرسلوه إلى هولاكو ثم كاتبوه يأمرونه بتسليم البلاد، وإن لم يفعل فلا يلومن إلا نفسه، فجمع الملك الصالح أهل البلد والجند وشاورهم، فأشاروا عليه بالخروج، فقال لهم: تقتلون لا محاله، واقتل بعدكم، فلم يلتفتوا إلى كلامه، فخرج إليهم يوم الجمعة خامس عشر شعبان، فلما وصل إليهم احتاطوا به ووكلوا به من يحفظه وتسلموا البلد، ونادوا فيها بالأمان، فلما أمن الناس وظهروا بعد اختفائهم قبضوا عليهم وفعلوا فيهم ما هو عادة فعلهم من القتل والأسر والسبي، وخربوا

<<  <  ج: ص:  >  >>