كان صاحب بعلبك وبصري، ثم ملك دمشق بعد موت أخيه الأشرف موسى، واستمر أياماً إلى أن نازله أخوه الملك الكامل محمد وقاتله وأخذ دمشق منه، وعاد إلى بعلبك، ثم هجم بعد ذَلِكَ هو والملك المجاهد صاحب حمص عَلَى دمشق ثانياً، وملكها في سنة سبع وثلاثين وستمائة وبدت منه أشياء قبيحة، من ذَلِكَ أنه استعان بالفرنج عَلَى قتال ابن أخيه وأعطاهم حصن الشقيف، ثم أخذت منه دمشق في سنة ثلاث وأربعين وستمائة، وعاد إلى بعلبك أيضاً، فلم يتهنى بها، وحصلت له حروب وخطوب، فانكسر والتجأ إلى حلب، وخرجت من يده بصرى وبعلبك، وصار في خدمة ابن أخيه الملك الناصر يوسف صاحب حلب، فلما سار الملك الناصر لأخذ مصر وملك دمشق صار الصالح هذا له أمر في الدولة، فقبض عَلَى الشيخ عز الدين عبد العزيز ابن عبد السلام وعزله عن خطابه جامع دمشق وحبسه، وحبس أبا عمرو ابن الحاجب لأنهما كانا أنكرا عليه فعله من إعطائه الشقيف لصاحب صيدا