عوضاً عن الأمير قشتمر المنصوري بحكم إحضاره إلى القاهرة فدام في نيابة طرابلس إلى أن أعيد إلى نيابة حلب عوضاً عن قشتمر المنصوري أيضاً في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وولي من بعده نيابة طرابلس الأمير أيدمر الدوادار، فباشر نيابة حلب سنتين، وعزل في سنة ثلاث وسبعين عنها بالأمير أيدمر الدوادار، وأعيد إلى نيابة طرابلس والسواحل عوضاً عن الأمير أيدمر المذكور، ثم أعيد إلى نيابة حلب مرة ثالثة عوضاً عن أيدمر في سنة أربع وسبعين، ثم عزل عن نيابة حلب سنة خمس وسبعين بالأمير بيدمر الخوارزمي وولي نيابة الشام، فباشر نيابة الشام أربعة أشهر، وعزل وأعيد إلى نيابة حلب، وفي هذه الولاية الرابعة أقام مدة، وغزا سيس وفتحها في سنة ست وسبعين وسبعمائة، وكان فتحاً عظيماً.
وفيه يقول الشيخ بدر الدين بن حبيب:
الملك الأشرف اقباله ... يهدي له كل عزيز نفيس
لما رأى الخضراء في شامه ... تختال والشقراء عجباً تميس
وعاين الشهباء في ملكه ... تجري وتبدي ما يسر الجليس
ساق إلى سوق العدي أدهما ... وساعد الجيش عَلَى أخذ سيس