من الأمراء، وكان من جملتهم الأمير فارس الحاجب، فخلع عَلَى آقباي هذا بحجوبية الحجاب من بعده في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانمائة، فدام في المحجوبية عدة سنين إلى أن نقله الملك الناصر فرج إلى أمرة سلاح، ثم صار بعد مدة رأس نوبة الأمراء، وهذه الوظيفة مفقودة الآن، واستقر من بعده أمير سلاح الأمير سودون الطيار، واستقر أمير مجلس بعد سودون الطيار الأمير يلبغا الناصري، فلم تطل أيام الأمير آقباي ومات في ليلة الأربعاء سابع وعشرين جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وثمانمائة.
قال المقريزي: ونزل الملك الناصر إلى داره، ثم تقدم راكباً إلى المصلى فصلى عليه، وشهد دفنه، وترك من العين أربعين ألف ديناراً مصرياً واثنى عشر ألف ديناراً مشخصاً، وغير ذَلِكَ شيئاً كثيراً، فأخذ السلطان الجميع، وكان شرها في جمع المال بخيلاً. انتهى كلام المقريزي.
قلت: كان مشهوراً بالدين والخير إلا أنه كان كما قال المقريزي في البخل وجمع المال، وخلف عدة أملاك من جملتها الحاصل والربع بالبندقيين وغيرهما، عفا الله عنه.