باستقراره أمير مجلس، واستمر عَلَى ذَلِكَ إلى أن رسم له السلطان بالتوجه إلى ثغر الإسكندرية في سنة ست وعشرين وثمانمائة لحفظ الثغر من الفرنج، فلما وصل إلى الثغر المذكور وأقام به أياماً قدم المرسوم الشريف بطلب الأمير أسندمر النوري نائب الإسكندرية إلى الديار المصرية، فلما وصل أسندمر إلى القاهرة قبض عليه ونفي إلى ثغر دمياط بطالا، بسهب تسحب الأتابك جانبك الصو في من سجنه بثغر الإسكندرية، ورسم للأمير آقبغا بنيابة الإسكندرية عوضه، وحمل إليه الشريف، ورسم له باستمراره عَلَى إقطاعة تقدمة ألف بالديار المصرية، فدام آقبغا في نيابة الإسكندرية من تاريخه إلى سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، عزل بالأمير شهاب الدين أحمد الدوادار الزرد كاش، أحد أمراء العشرات، وطلب إلى القاهرة عَلَى إقطاعه، فاستمر عَلَى إقطاعه مدة وخلع عليه بإعادته لإمرة مجلس كما كان أولاً.
ودام عَلَى ذَلِكَ الدولة الأشرفية بتمامها إلى أن توفي الأشرف سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، فكان آقبغا المذكور في جملة الأمراء المجردين إلى أرزنكان، وتسلطن الملك العزيز يوسف كتب بعودهم إلى القاهرة، عاد الجميع إلى الديار المصرية وفي جملتهم آقبغا التمرازي.
فلم يكن بعد قدوم الأمراء إلا أيام يسيرة وتسلطم الظاهر جقمق وصار الأمير قرقماس الشعباني أمير سلاح أتابك العساكر عوضاً عن السلطان، واستقر