الإسكندرية، وطلب من الملك الناصر صاحب دمشق إطلاق أستاذه المذكور، وكان محبوساً بحمص، فأطلقه وأرسله إليه، فبالغ في إكرامه وخلع عليه، وأعطاه ألفي دينار.
قال: وكان طائشاً عاملاً عَلَى السلطنة، وانضاف إليه البحرية كالرشيدي، وبيبرس البندقداري الذي تسلطن بعد، وسار مرتين إلى الصعيد، وعسف وقتل وتجبر، كان يركب في دست يضاهي السلطنة ولا يلتفت إلى الملك المعز أيبك، بل كان يدخل إلى الخزائن ويأخذ ما يختار، ثم إنه تزوج ببنت صاحب حماه وبعثت إليه العروس في تجمل زائد، فطلب من السلطان الملك المعز أيبك التركي القلعة ليسكن فيها، وصمم عَلَى ذَلِكَ، فقالت شجر الدر لزوجها المعز: هذا نحس، وتعاملا عَلَى قتله.
قال: حدثني عز الدين أيبك أحد مماليك الفارس آقطاي، قال: طلع أستاذي إلى القالعة عَلَى عادته ليأخذ أموالاً للبحرية فقال له المعز: ما بقى في الخزائن شيء فامض بنا إليها لنعرضها، وكان قد رتب له في طريق الخزانة مملوكه قطز الذي تسلطن، ومعه عشرة مماليك في مضيق، فخرج عليه وقتلوه، وأغلقت