أيا جيرةً بالقصر كان لهم مغنىً ... رحلتم فعاد القصر لفظاً بلا معنى
وأظلم لما غاب نور جماله ... وقد كان من شمس الضحى نوره أسنى
وبعث صحبة الرسول حامل الأبيات حلوى وفاكهة، وكان خارجاً للصيد، فقال للخازندار: كم معك؟ فقال: ألف درهم، فقال: ما تكفى الشيخ يا صبيان، أقرضوني حوائصكم فأخذها - وهي عشرون حياصة ذهباً - وجهزها قرين الدراهم. ثم ولاه الملك الناصر نيابة طرابلس في سنة إحدى عشرة وسبعمائة، فأقام بها ستة أشهر، وخاف من الملك الناصر؛ فتسحب هو والأمير قراسنقر المنصوري نائب حلب، ولما اتفق مع قراسنقر وخرجا بمن مهما جهة المشرق بكى الأفرم، وأنشد قوله:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر