ألا إن جيشاً للنقير فاتحاً ... لآت بما لم تستطعه الأوائل
رميتم حجار المنجنيق عليهم ... ففاخرت الشهب الحصا والجنادل
لعمري لقد كان النقير مانعاً ... ويقصر عن إدراكه المتناول
بغى فبغى ألطنبغا بالفتح قائلاً ... ويا نفس جدي إن دهرك هازل
فأنشده الحصن المنيع ملكتني ... ولو أنني فوق السماكين نازل
وقصر طولي عندكم حسن صبركم ... وعند التناهي يقصر المتطاول
ثم غزاها رابع مرة. وكان هذا دأبه في ولايته - مع العدل في الرعية والنظر في أمورهم - وبنى بحلب من شرقيها جامعة المعروف به، وكان فراغه في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة - ولم يكن إذ ذاك داخل سور حلب جامع تقام فيه الجمعة سوى الجامع الكبير الأموي - ووقف عليه أوقافاً كثيرة.
ولما ولى نيابة دمشق في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة لم تطل مدته، وقبض عليه إلى أن توفى سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، وقد جاوز خمسين سنة. وكان مشكور السيرة معدوداً من الشجعان، ذوي الآراء. رحمه الله تعالى.