وباللفاف. أصله من مماليك الملك الظاهر برقوق وطال خموله، ودام من جملة المماليك السلطانية لا يؤبه إليه في الدولة سنين إلى أن تحرك له السعد، والتفت إليه الملك الأشرف برسباي في أواخر دولته، وجعله معلماً للرمح، وأنعم عليه بإقطاع هين، فترعرع وصار كآحاد الأجناد، وعرف في الدولة بعد ما كان منسياً. واستمر على ذلك إلى أن مات الأشرف وتسلطن ولده العزيز يوسف من بعده، ووقع بين الأشرفية وبين الأتابك جقمق ما سنحكيه إن شاء الله تعالى في غير موضع.
انضم ألطنبغا هذا على الأتابك جقمق فيمن انضم إليه من المماليك السلطانية، ثم كانت وقعة الأتابك قرقماس مع الملك الظاهر جقمق في أوائل سلطنته، فكان المذكور أيضاً من حزب الملك الظاهر جقمق، وأصابه جراح؛ فشكر له السلطان ذلك، وأنعم عليه بإقطاع قلمطاي الإسحاقي الأشرفي الخاصكي - بعد إخراجه إلى طرابلس - ومن حينئذ جاءته السعادة فجأة. ولم تطل أيامه، وأنعم عليه بإمرة عشرة - بعد نفي الأمير سودون المغربي الظاهري - ثم أنعم عليه بعد مدة