للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: هذه الزيادة التي زادها عمرو الحارثي: زيادة شاذة، وهي قوله: قال: فسأل رجل. . . إلخ، فإن أبا الرداد عمرو بن بشر الحارثي البصري هذا: في عداد المجاهيل، لم يترجم له البخاري في تاريخه الكبير، ولا ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وإنما ترجم له البخاري في تاريخه الأوسط (٢/ ٢٢٥)، فقال: "حدثني إسحاق بن إبراهيم بن محمد الواسطي الباهلي، قال: مات عمرو بن بشر الحارثي البصري بعد المائتين.

قال إسحاق:. . . قلت لعمرو: أين سمعت من برد بن سنان؟ قال: قدم ههنا، فنزل علي كهمس بن الحسن"، وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٤٨٢)، قال: "يروي عن برد بن سنان، روى عنه إسحاق بن إبراهيم الصواف، مات سنة سبع عشرة ومائتين"، وقال مسلم في الكنى (١١٦٩): "سمع برد بن سنان، روى عنه إسحاق الصواف"، وقال ابن منده في فتح الباب (٢٨٧١): "حدث عن برد بن سنان، كناه إسحاق بن إبراهيم الصواف"، وانظر أيضًا: تكملة الإكمال (٣/ ٢١).

فالرجل لم يذكر له راوٍ سوى إسحاق بن إبراهيم الصواف، ولم يُذكر أنه روى عن غير برد بن سنان، مما يدل على أنه: مجهول، غير معروف بالطلب، مع قلة حديثه جدًّا، ولم أعثر له بعد بحث على غير هذا الحديث، بل إن في سماعه من برد بن سنان شك، فقد توفي برد سنة (١٣٥ هـ)، وتوفي أبو الرداد هذا سنة (٢١٧ هـ)، فبين وفاتيهما (٨٢) سنة مما يستبعد معه اللقاء والسماع.

والحديث معروف عن برد بن سنان من طريق قدامة بن شهاب البصري، وهو ثقة.

وبرد بن سنان أبو العلاء الدمشقي، نزيل البصرة، تُكلم فيه، وهو: صدوق [انظر: التهذيب (١/ ٢١٧)، سؤالات أبي داود للإمام أحمد (٢٧٤)، الميزان (١/ ٣٠٢)].

• ولم ينفرد به برد بن سنان الدمشقي ثم البصري، عن عطاء بن أبي رباح المكي؛ بل تابعه عبد الكريم بن أبي المخارق البصري نزيل مكة [وهو: ضعيف].

فقد روى عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن عطاء، عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمني جبريل عليه السلام بمكة مرتين. . . " فذكر الحديث، وقال فيه: "وصلى المغرب حين غابت الشمس"، "وصلى المغرب -في اليوم الثاني- في وقتها بالأمس".

أخرجه الدارقطني (١/ ٢٥٧)، والحاكم (١/ ١٩٦).

فهو إسناد صالح في المتابعات.

٢ - زيد بن الحباب، قال: حدثنا خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت، قال: حدثني الحسين بن بشير بن سلام [وقال بعضهم: "سليمان" بدل "سلام"]، عن أبيه، قال: دخلت أنا، ومحمد بن علي على جابر بن عبد الله الأنصاري، فقلنا له: أخبرنا عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذاك زمن الحجاج بن يوسف-، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى الظهر حين زالت الشمس، وكان الفيء قدر الشراك، ثم صلى العصر حين كان الفيء قدر

<<  <  ج: ص:  >  >>