للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الأربعة: "يزيد بن صُلَيح".

أخرجه من هذا الوجه: أبو داود (٤٤٥ و ٤٤٦)، وأحمد (٤/ ٩٠ - ٩١)، والطبراني في الأوسط (٥/ ٥٨/ ٤٦٦٢).

قال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر [قلت: لا أدري أهو الحارث بن النعمان، أم هاشم بن القاسم؟ وانظر المسند: (٤/ ١٨٤ و ١٩٠ و ٢٤٥) و (٥/ ٢٦١)]: حدثنا حريز، عن يزيد بن صليح، عن ذي مِخْمَر -وكان رجلًا من الحبشة يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - - قال: كنا معه في سفرٍ، فأسرع السير حين انصرف، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد، فقال له قائل: يا رسول الله! قد انقطع الناس وراءك، فحَبَس، وحَبَس الناسُ معه، حتى تكاملوا إليه، فقال لهم: "هل لكم أن نهجع هجعة؟ "-أو: قال له قائل-، فنزل ونزلوا، فقال: "من يكلؤنا الليلة؟ " فقلت: أنا، جعلني الله فداءك، فأعطاني خطام ناقته، فقال: "هاك، لا تكونن لُكَع" قال: فأخذت بخطام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبخطام ناقتي، فتنحَّيت غير بعيد، فخلَّيت سبيلهما يرعيان، فإني كذاك أنظر إليهما، حتى أخذني النوم، فلم أشعر بشيء حتى وجدت حرَّ الشمس على وجهي، فاستيقظت فنظرت يمينًا وشمالًا، فإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبخطام ناقتي، فأتيت أدنى القوم فأيقظته، فقلت له: أصليتم؟ قال: لا، فأيقَظَ الناسُ بعضهم بعضًا حتى استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا بلال! هل لي في الميضأة؟ " يعني: الإداوة، قال: نعم، جعلني الله فداءك، فأتاه بوَضوء، فتوضأ، لم يَلُتَّ منه التراب، فمر بلالًا فأذن، ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى الركعتين قبل الصبح، وهو غير عجل، ثم أمره فأقام الصلاة، فصلى وهو غير عجل، فقال له قائل: يا نبي الله! أفرَّطنا؟ قال: "لا، قبض الله عز وجل أرواحنا، وقد ردَّها إلينا، وقد صلينا".

زاد علي بن عياش في روايته عند الطبراني: "ثم قال: "يا بلال أذِّن، وهو في ذلك غير عجل", وتابعه الوليد بن مسلم، عند أبي داود؛ فدل ذلك على أنها محفوظة من حديث حريز، والله أعلم.

• وأخيرًا: فإنه وإن كان هذا الوجه الأخير هو الأقرب للصواب، أعني: أن اسم شيخ حريز: يزيد بن صليح، حيث جزم بذلك: البخاري، وأبو حاتم، وابنه، وابن أبي خيثمة، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وابن حبان، وابن عساكر [انظر: التاريخ الكبير (٨/ ٣٤٢)، الجرح والتعديل (٩/ ٢٧٢)، المعرفة والتاريخ (٣/ ٣٧٠)، الثقات (٥/ ٥٤١)، التمهيد (٥/ ٢٥٨ - ٢٥٩)، تاريخ دمشق (١٢/ ٣٣٦)، تصحيفات المحدثين (٢/ ٨٠٠)، التهذيب (٤/ ٤١٧)]، وقال المزي في تحفة الأشراف (٣/ ١٣٩): "والصحيح: صليح".

أقول: وإن كان الأمر كذلك، إلا أن هذا الاختلاف من هؤلاء الثقات في اسم أبيه، مما يلقي بظلاله على حال هذا الرجل، وأنه لم يكن مشتهرًا عند أهل العلم، لا سيما وهو قليل الحديث جدًّا، بحيث لا يعرف إلا بهذا الإسناد، وليس له من الحديث سوى هذا الحديث الواحد، وآخر غيره -إن صح [انظر: المعجم الكبير (٤/ ٢٣٧/ ٤٢٣٣)]-، حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>