للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال في الإسناد: "عبد الرحمن بن علقمة"، وقال في المتن: "في غزوة تبوك" [روايته عند: الطحاوي في شرح المعاني، وفي المشكل، والشاشي، والبيهقي في الدلائل].

وكلاهما: وهمٌ من زافر، والمحفوظ: ما رواه الجماعة.

قال البيهقي في الدلائل (٤/ ٢٧٤): "كذا قال غندر وغيره عن شعبة: أن الذي حرسهم ليلتئذ كان بلالًا، وكذلك قاله يحيى القطان في إحدى الروايتين عنه، وروى عنه، وعن عبد الرحمن عن شعبة: أن الحارس كان عبد الله بن مسعود، وكذلك قاله عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن جامع بن شداد".

قلت: رواية من روى عن شعبة: أن الذي حرسهم ليلتئذ كان بلالًا: أصح؛ وهو المحفوظ عندي، والله أعلم.

• وأما حديث المسعودي:

فأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٢٥١)، والنسائي في الكبرى (٨/ ١٣١ - ١٣٢/ ٨٨٠٣)، وأحمد (١/ ٣٩١)، والطيالسي (٣٧٥)، وأبو يعلى (٩/ ١٨٧/ ٥٢٨٥)، والطحاوي في المشكل (١٠/ ١٤٩/ ٣٩٨٣ و ٣٩٨٤)، والشاشي (٢/ ٢٦٥ و ٢٦٦/ ٨٤٠ و ٨٤١)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٢٢٥/ ١٠٥٤٨)، والبيهقي في السنن (٢/ ٢١٨)، وفي الدلائل (٤/ ١٥٥ و ٢٧٤ - ٢٧٥).

من طرقٍ عن المسعودي عن جامع بن شداد، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة، قال: قال عبد الله: لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - زمان الحديبية، قال: "من يحرسنا الليلة؟ " قال عبد الله: أنا، قال: "إنك تنام" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يحرسنا الليلة؟ " قال: فقلت: أنا، قال: "إنك تنام" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يحرسنا الليلة؟ " قال: وسكت القوم، فقلت: أنا، قال: "فأنت إذًا" قال: فحرستهم، حتى إذا كان في وجه الصبح، أدركني ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنمت، فما استيقظت إلا بحرًا لشمس على أكتافنا، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصنع كما كان يصنع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو شاء الله أن لا تناموا عنها لم تناموا، ولكن أراد أن تكون سنة لمن بعدكم، لمن نام أو نسي".

لفظ النسائي من رواية ابن المبارك عن المسعودي، وغير رواه عنه مطولًا.

وهذا الحديث قد رواه عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي: يزيد بن هارون، وعبد الرحمن بن مهدي، وآدم بن أبي إياس، وقرة بن حبيب، وأبو داود الطيالسي، ويونس بن بكير، وعبد الرحمن بن زياد، وهم في الغالب ممن روى عن المسعودي بعد اختلاطه [انظر: الكواكب النيرات (٣٥)، شرح العلل (٢/ ٧٤٧)].

إلا أن عبد الله بن المبارك ممن روى عنه قبل الاختلاط، فإنه أكبر من بعض من قيل إنه روى عن المسعودي قبل الاختلاط، كان ابن المبارك قريبًا من الأربعين، أو بعدها بقليل، عند اختلاط المسعودي، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>