للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: صدوق، سيئ الحفظ جدًّا، ولم أره وهم في هذا الحديث إلا في قوله: "كأني أنظر إلى بياض ساقيه من ورائها"، وقد رواه الثوري ومالك بن مغول وغيرهما بدون قوله: "من ورائها"، بل جاء في رواية عمر بن أبي زائدة: "مشمرًا"، وهي تنافي رواية ابن أبي ليلى، كما أنَّه قد اضطرب في مكان وقوع هذه القصة، فمرة يقول: (بمنى) فَيَهِم، ومرة يقول: "بالأبطح، وهو الصحيح، والله أعلم.

١٨ - قيس بن الربيع، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: رأيت بلالًا خرج إلى الأبطح فأذَّن، فلما بلغ: حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، لوى عنقه يمينًا وشمالًا، ولم يستدر، ثم دخل فأخرج العنَزة، ... وساق حديثه.

وفي رواية: رأيت بلالًا خرج بالهاجرة، ومعه عنَزة فركزها، ثم قام يؤذِّن، فجعل أصبُعيه في أذنيه، وجعل يقول برأسه: هكذا وهكذا، يمينًا وشمالًا، حتَّى فرغ من أذانه، ثم دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخرج فضلة من الماء، فمن بين آخذ وناضح، ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعليه حلة حمراء، كأني أنظر إلى بياض ساقيه من تحتها، فصلى إلى العنَزة، والظُّعْن يمرون بين يديه.

وفي رواية: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنا ورجلان من بني عامر، فقال: "ممن أنتم؟، قلنا: من بني عامر، قال: "أنتما مني" [كذا قال: أنتما، وهم ثلاثة، والصحيح: أنتم، كما جاء في رواية مسعر].

أخرجه أبو داود (٥٢٠)، ومن طريقه: البيهقي في السنن (١/ ٣٩٥)، وفي الخلافيات (١/ ٤٧٨ - مختصره)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ١١٤/ ٢٨٩ و ٢٩١).

قال البيهقي: "هكذا رواه قيس، وخالفه الحجاج بن أرطأة، فقال: واستدار في أذانه".

قلت: كلاهما منكر؛ لا يصح، فقد رواه جماعة الثقات: سفيان الثوري، وشعبة، ومالك بن مغول، وأبو العميس، وعمر بن أبي زائدة، وغيرهم؛ فلم يذكروا هذه الزيادة في الاستدارة في الأذان نفيًا أو إثباتًا، وهو: المحفوظ.

وهذا ما يقال أيضًا في زيادة: فجعل أُصبُعيه في أذنيه، وزيادة: من تحتها، وقيس بن الربيع: ليس بالقوي، ضعفه غير واحد، وله أحاديث منكرة، وابتلي بابن له كان يدخل عليه ما ليس من حديثه فيحدث به [انظر: التهذيب (٣/ ٤٤٧)، الميزان (٣/ ٣٩٣)]، ولم يتابعه على هذه الزيادات إلا من هو مثله أو دونه، فلا يثبت منها شيء.

١٩ - حجاج بن أرطاة، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأبطح، وهو في قبة حمراء، فخرج بلال فأذَّن، فاستدار في أذانه، وجعل إِصبَعيه في أذنيه.

وفي رواية: رأيت بلالًا يؤذن، وقد جعل أُصبُعه في أذنيه، وهو يلتوي في أذانه يمينًا وشمالًا.

وفي رواية: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأبطح، في قبة حمراء، في نفر من بني عامر،

<<  <  ج: ص:  >  >>