للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثنا هارون بن المغيرة [ثقة]، عن عنبسة -يعني: ابن سعيد الرازي-[كوفي ثقة]، عن عمار الدهني [ثقة]، عن عبد الله بن عبيدة بن زمعة، عن أم سلمة؛ أنها أَمرت بالركعتين بعد العصر، وقالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصليهما إذا صلى مع الناس وهو جالس؛ مخافة شهرتهما، وإذا صلاهما في بيته صلى قائمًا.

قال محمد بن حميد: كتب عني أحمد بن حنبل هذا الحديث.

قال ابن عساكر: "هذا حديث غريب جدًا، والمعروف: أبو عبيدة بن عبد الله بن وهب بن زمعة".

وقال ابن رجب في الفتح (٣/ ٢٩٥): "إسناده لا يصح"، ثم قال: "محمد بن حميد: كثير المناكير، وقد اتهم بالكذب، فلا يلتفت إلى تفرده بما يخالف الثقات".

قلت: هو حديث باطل؛ أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، وإن أخرج له مسلم في صحيحه (١٤٥٤)، في رضاع الكبير، إلا أنه لم يحتج به على انفراده، وإنما أخرج له في المتابعات، فقد توبع على روايته عنده، وعندئذٍ لا يعتبر إخراج مسلم لحديثه توثيقًا له إذ لم يحتج به على انفراده، وإنما هو متابَع على روايته، وعلى هذا فإن أبا عبيدة هذا: لم يوثق، وقد روى عنه جماعة، وقال ابن سعد: "وكان قليل الحديث"، فمثله لا يحتج به عند التفرد [انظر: الجرح والتعديل (٩/ ٤٠٤)، التهذيب (٤/ ٥٥٢)، الطبقات الكبرى (١٠٢ - القسم المتمم)، الاستغناء (٣/ ١٣٩٣)].

وقد تفرد به: محمد بن حميد الرازي؛ وهو وإن كان موصوفًا بالحفظ؛ إلا أنه قد أجمع أهل بلده على ضعفه، وكذبه بعضهم، وهو كثير المناكير [التهذيب (٣/ ٥٤٦)].

* وروي عن أم سلمة من وجه آخر ضعيف، وفيه ألفاظ منكرة [أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (٣/ ٢١٢/ ٢١١٠)] [وفي إسناده: عيسى بن سنان القسملي، وهو: ضعيف، والراوي عنه: يحيى بن أبي الحجاج، وهو: ليس بالقوي. التهذيب (٣/ ٣٥٨) و (٤/ ٣٤٧)].

* قال الدارقطني في العلل (١٥/ ٢٣٩/ ٣٩٨٦): "وحديث بكير بن الأشج: أثبت هذه الأحاديث وأصحها، والله أعلم".

* ومما جاء عن عائشة في الركعتين بعد العصر:

١ - روى يحيى بن سعيد القطان، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن نمير، ووكيع بن الجراح، وأنس بن عياض، وسفيان بن عيينة، وعباد بن عباد المهلبي، ومروان بن معاوية الفزاري، ووهيب بن خالد، وعلي بن مسهر، وابن إسحاق [وهم ثقات]، وغيرهم:

عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين بعد العصر عندي قط [وفي رواية أنس: حتى توفاه الله] [وفي رواية مروان: حتى فارق الدنيا].

أخرجه البخاري (٥٩١)، ومسلم (٨٣٥/ ٢٩٩)، وأبو عوانة (١/ ٣١٨/ ١١٢٩ م) و (٢/ ٧/ ٢١١٣)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤٢٧/ ١٨٨٢)، والنسائي في المجتبى

<<  <  ج: ص:  >  >>