للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إسماعيل بن جعفر (٤٢٠)، والطحاوي (١/ ٣٠٣)، والبغوي في شرح السُّنَّة (١٢/ ١٦/ ٣٠٨٦)، [الإتحاف (١٧/ ٧٣٨/ ٢٣١٤٨)، المسند المصنف (٣٧/ ٦٣/ ١٧٧٤٠)].

قال صالح بن أحمد في مسائله لأبيه (١٢٩٦ و ١٢٩٧): "قال أبي: سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد: ضعيف؛ حديث عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صلاتين: كذب، ليس بشيء".

وقال الدارقطني في العلل (١٤/ ٤٢٥/ ٣٧٧٣): "تفرد به سعد بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، ويقال: إنه لم يرو حديثًا أنكر من هذا؛ لأن المحفوظ عن عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بعد العصر ركعتين، وهذا ضد ذلك.

وقال أحمد بن حنبل: وهذا الحديث باطل عن عمرة عن عائشة" [وانظر: شرح علل الترمذي (٢/ ٨٩١)].

وقال أبو عبد الله ابن بكير في سؤالاته للدارقطني (١٨): "سعد بن سعيد بن قيس: ليس بالقوي، سألت أبا الحسن الدارقطني عنه؟ فقال: أُنكِرَ عليه حديث عمرة عن عائشة؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صلاتين: صلاة بعد العصر، والمحفوظ عن عائشة: ما دخل عليَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد العصر إلا صلى ركعتين. وقال: ليس به بأس".

قلت: وهو كما قال أحمد والدارقطني، ومع كونهما رأيا أن سعدًا قد أخطأ في هذا الحديث بعينه، حتى قال أحمد: "حديث عائشة: كذب، ليس بشيء"، ومع ذلك فلم يزد أحمد في حكمه على سعد على أن قال: ضعيف، وقد احتج به في غير هذا الحديث، وكذلك الدارقطني مع كونه أنكر حديث سعد هذا، فإنه مع ذلك لم يجرحه، بل عدله بقوله: "ليس به بأس"، وذلك مما يدل على أنهما وهماه في هذا الحديث حسب، ولم يحملا عليه حملًا شديدًا.

قلت: وسعد بن سعيد الأنصاري: مدني تابعي، صدوق، يحتج به، كما هو صنيع مسلم، إلا أنه ممن يهم ويخطئ، وهو حسن الحديث، وقد أخرج له البخاري تعليقًا، واحتج به مسلم (٩١٨ و ١١٦٤)، وأخرج له أيضًا في المتابعات (٧٥٨ و ٧٨٣ و ١١٤٠ و ٢٠٤٠)، وروى عنه جماعة من كبار الحفاظ مثل: سفيان الثوري وشعبة وعبد الله بن المبارك وابن عيينة، وغيرهم، وروى عنه أخوه يحيى بن سعيد الأنصاري، وهو قد يخالف أحيانًا من هو أوثق منه، ويخطئ، فلا يُطَّرح من حديثه إلا ما أخطأ فيه، ويحتج بما عدا ذلك [راجع بحثي: صيام ستة من شوال، وقد تقدمت ترجمته تحت الحديث رقم (٨١٦)].

* وقد روي المتن على الصواب بإسناد جيد:

رواه ابن أبي الرجال، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يدع ركعتين بعد العصر.

ولم يسق الطحاوي لفظه، وإنما قال: نحوه؛ يعني: بنحو حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، -رضي الله عنها-، قالت: ما دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيتي قط بعد العصر إلا صلى ركعتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>