للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولفظ عبد الواحد [عند يعقوب بن شيبة]: قال: ثنا عاصم بن كليب، قال: حدثني أبي، عن خالي الفلتان بن عاصم الجرمي، قال: كنا ننتظر النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء فجلس وفي وجهه الغضب، ثم جعل وجهه يسفر، فقال: "إني نبئت بليلة القدر، ومسيح الضلالة، فخرجت لأبينها لكم فلقيت بسدة المسجد رجلين يقتتلان أو يتلاحيان فحجزت بينهما فنُسِّيتها وسأشدو لكم منها شدواً: أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر وتراً، وأما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة ممسوح العين عريض المنخر، كأنه فلان بن عبد العزى أو عبد العزى بن فلان".

قال أبي: فحدثت به ابن عباس، فقال: ما أعجبك من ذلك، كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إذا دعى الأشياخ من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - دعاني معهم، وقال: لا تبدأ بالكلام، فدعانا ذات ليلة أو ذات يوم، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في ليلة القدر ما قد علمتم، "فالتمسوها في العشر الأواخر وتراً"، ففي أي الوتر ترونها؟ فقال رجل: تاسعة سابعة خامسة ثالثة، فقال في: يا ابن عباس ها لك لا تتكلم؟ قلت: إن شئت تكلمت، فقال: ما دعوتك إلا لتتكلم، قلت: أقول برأيي، قال: عن رأيك أسألك؟ فقلت: إني سمعت الله - عز وجل - أكثر ذكر السبع، فقال: السموات السبع، والأرضين السبع، حتى قال: وما أنبتت الأرض السبع، فقال {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١)} [عبس: ٢٦ - ٣١]، فالحدائق كل ملتف، وكل ملتف حديقة، والأب ما أنبتت الأرض مما لا يأكل الناس، فقال عمر - رضي الله عنه -: عجزتم أن تقولوا مثل ما قال هذا الغلام الذي لم تستو شؤون رأسه، وقال عبد الواحد مرة: شواة رأسه.

وهذا حديث جيد، تقدم تخريجه بطرقه وذكر ألفاظه تحت الحديث رقم (١٣٨١)، وحديث المسعودي وهم.

٦ - حديث الفلتان بن عاصم:

رواه عبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضيل، وعبد الواحد بن زياد، وزائدة بن قدامة، وخالد بن عبد الله الواسطي، وصالح بن عمر الواسطي [وهم ثقات]:

عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله الفلتان بن عاصمٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني رأيت ليلة القدر فأُنسيتُها، فاطلبوها في العشر الأواخر وتراً" لفظ ابن إدريس.

ولفظ زائدة: "أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر وتراً".

وفي رواية عبد الواحد [عند ابن نصر] [وتقدم ذكر لفظه عند يعقوب بن شيبة بأتم منه]: كنا قعوداً ننتظر النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاءنا وفي وجهه الغضب حتى جلس، ثم رأينا وجهه يسفر، فقال: "إنه بينت في ليلة القدر، فخرجت لأبينها لكم، فلقيت بسدة المسجد رجلين يتلاحيان"، أو قال: "يقتتلان ومعهما الشيطان، فحجزت بينهما فأنسيتها، وسأشدو لكم منها شدواً، أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر وتراً".

<<  <  ج: ص:  >  >>