للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولفظ عبد الواحد [عند ابن راهويه]: كنت جالساً مع أبي هريرة - رضي الله عنه - في مسجد الكوفة: فأتاه رجل فقال: أأنت القائل: تصلي مع عيسى ابن مريم، قال: يا أهل العراق! إني قد علمت أن ستكذبوني، ولا يمنعني ذلك أن أحدِّث بما سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق: "أن الدجال يخرج من المشرق في حين فرقةٍ من الناس، فيبلغ كل مبلغ في أربعين يوماً، فيأزِل المؤمنين منه أزلاً شديداً، وتأخذ المؤمنين فيه شدة شديدة، فينزل عيسى ابن مريم فيصلي بهم، فإذا رفع رأسه من الركوع أهلك الله الدجال ومن معه".

فأما قولي: إنه حقٌّ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال، وهو الحق، وأما قولي: إني أطمع أن أدرك ذلك؛ فلعلي أن أدركه على ما يُرى من بياض شعري ورقة جلدي وقدح مولدي، فيرحمني الله تعالى فأدركه فأصلي معه، ارجع إلى أهلك فأخبرهم بما أخبرك أبو هريرة - رضي الله عنه -، فقال الرجل: أين يكون ذلك؟ قال: فأخذ حصى من مسجد، فقال: "من هاهنا، وأعاد الرجل عليه، فقال: أتريد أن أقول من مسجد الكوفة، هو يخرج من الأرض قبل أن تبدل، يجعله الله حيث شاء.

أخرجه إسحاق بن راهويه (١/ ٣٤٤/ ٢٦٠)، والبزار (١٧/ ٩٦/ ٩٦٤٢)، وابن حبان (١٥/ ٢٢٣/ ٦٨١٢)، وأبو بكر الكلاباذي في بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار (٧٥). [الإتحاف (١٥/ ٤٦٠/ ١٩٦٩٣)، المسند المصنف (٣٤/ ٥٩٢/ ١٦٥٣٠)].

وهذا حديث جيد، وليس فيه ذكر لليلة القدر، وحديث المسعودي وهم.

٥ - حديث عمر بن الخطاب:

ورواه أيضاً: محمد بن فضيل، وعبد الله بن إدريس، وعبد الواحد بن زياد، وزائدة بن قدامة، وصالح بن عمر [وهم ثقات]:

عن عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: كان عمر يدعوني مع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيقول في: لا تكلم حتى يتكلموا، قال: فدعاهم فسألهم عن ليلة القدر، فقال: أرأيتم قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوهما في العشر الأواخر [وتراً] "، أي ليلة ترونها؟ قال: فقال بعضهم: ليلة إحدى، وقال بعضهم: ليلة ثلاث، وقال آخر: خمس، وأنا ساكت، قال: فقال: ما لك لا تتكلم؟ قال: قلت: إن أذنت في يا أمير المؤمنين تكلمت، قال: فقال: ما أرسلت إليك إلا لتتكلم، قال: فقلت: أحدثكم برأي؟ قال: عن ذلك نسألك، قال: فقلت: السبع، رأيت الله - عز وجل - ذكر سبع سماوات، ومن الأرض سبعاً، وخلق الإنسان من سبع، ونبت الأرض سبع، قال: فقال: هذا أخبرتني ما أعلم، أرأيت ما لا أعلم؟ ما هو قولك: نبت الأرض سبع؟ قال: فقلت: إن الله يقول: {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنَا}، إلى قوله {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١)}، والأب نبت الأرض مما يأكله الدواب، ولا يأكله الناس، قال: فقال عمر: أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم تجتمع شؤون رأسه بعد؟ إني والله ما أرى القول إلا كما قلت، وقال: قد كنت أمرتك أن لا تكلم حتى يتكلموا، وإني آمرك أن تتكلم معهم. لفظ ابن فضيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>